کد مطلب:220067 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:143

الطعام بحسب السن والمهنة والبلاد والوقت
وقد تختلف موافقة الطعام أیضا بحسب الأعمار. فان الطعام الأرطب الأرق أوفق لسن الصبیان، والمتین القوی الغذاء للشباب، والفواكه والحار الرطب باعتدال السریع الاغذاء لسن المشایخ.

وبحسب المهن، فیكون الغلیظ اللزج الكثیر الغذاء أوفق لأصحاب التعب والمتخلخلی الأبدان، واللطیف الیسیر الغذاء أوفق لمدمنی البطالة، ومن لا یتحلل من بدنه شی ء.

و من أجل البلدان أیضا، فان أصحاب البلدان الباردة یحتملون الأغذیة الحارة جدا و ینتفعون بها، كالثوم والفلفل. وبالضد، أصحاب البلدان الحارة لا یحتملون ذلك، و یوافقهم الخلول و سائر الحموضات.

وقد یعرض مثل ذلك بحسب الأوقات، فتكون الأغذیة الباردة بالفعل والقوة فی الصیف أوفق، و بالضد.

ولذلك ینبغی أن ینظر فی هذه المعانی و ما أشبهها، لیكتسب منها استدلالا علی ما یحتاج الیه من الغذاء، ویضم ذلك الی ما ذكرنا من الأمور الجزئیة. فانه حینئذ یكون قد علم اختیار أوفق الأغذیة، و دفع مضارها علی أكثر ما یمكن أن یبلغه علم الانسان یمشیئة الله تعالی وعونه. و ذلك هو الغرض المقصود بهذه الماة.

فأما من أومأ الی هذا الغرض الشریف بكلام نزر یسیر، وتركه ناقصا، ساقطا عنه أكثر النكت والمعانی المحتاج الیها فی هذا الغرض، كیحیی بن ماسویه [1] ، و هلال الحمصی، والحرمی، وكثیر من القدماء و المحدثین ممن انما



[ صفحه 662]



عثروا بهذا الغرض الشریف عثورا، فیقولون فیه أدنی القول و یجرونه الی غیره، فانی وجدت ما لم یبلغوا من هذا الغرض أكثر مما بلغوا، وما لم یلحقوا منه أكثر مما لحقوا، وما لم ینفعوا به الناس أكثر مما نفعوا.


[1] يحيي بن ماسويه: هو يوحنا بن ماسويه، أو زكريا، من علماء الأطباء، سرياني في الأصل، عربي المنشأ، كان أبوه صيدلانيا في جنديسابور (بخوزستان) ثم من أطباء العين في بغداد، و تقدم، و خدم الرشيد، و تعلم ابنه يوحنا منه و نبغ حتي كان أحد الذين عهد اليهم هارون الرشيد بترجمة ما وجد من كتب الطب القديمة.